[color=sienna]بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي
ويكررها مرارا فانه تقضي حاجته ثم غاب عن عينها
فلما رجع عبد الله أخبرته فقال ويحك هذا والله الخضر عليه السلام
هل قال لك شيئا قالت نعم قال لي كذا وكذا فحفظ كل
ما قالته فلما أصبح واصل عمله وصادف أن الوقت
أول الشتاء وقد أرسلت السماء بعض السحب تبشر
بهطول الامطار فلما صار في البر وأخذ يحتطب
قال في نفسه بعد أيام إذا صبت السماء وابلها
وغمرت الاشجار وملئت الاودية يتعسر عملي
وانا كبير السن ضعيف البدن ولكن أذخرلي
شيئا من الحطب في بعض مغارات هذا الجبل
وكان قريبا منه وإذا كان ذلك أتيت وأخذته بغير
تعب فجمع حطبا كثيرا وأودعه في بعض
مغارات الجبل ووضع عليها علامة وأخذ من الحطب
بمقدار ما يأخذ كل يوم وجاء إلى السوق وباعه
واشترى قوتا إلى عياله ورجع إلى المنزل وأخبر
زوجته بما فعل فسرت بذلك فما مضت الا أيام قليلة
حتى هبت الرياح الباردة وتلبدت السماء بالسحب
الثقيلة وأخذت تفرع مافيها من المياء بغزارة
ليلا ونهارا أياما متواصلة بحيث تعطلت
أكثر الناس عن أعمالها أما عبد الله فانه لازم المنزل
ولم يخرج في هذه المدة حتى نفذ ما عندم من الطعام
وباتوا آخر ليلة وهم جياع ليس عندهم ما يأكلونه
فلما أصبح الصباح وقد تقشعت الغيوم وأشرقت الشمس
ةلكن غمرت المياه الاشجار والاودية وجرت السيول
قال عبد الله لزوجته الن أمضي إلى ما وضعته
من الحطب في المغارة وآتي به إلى السوق فخرج
وهو يوعد عياله بالطعام وكله أمل وصادف
القضاء والقدران في الايام المطيرة اجتازة قافلة بالجبل
الذي أودع عبد الله في بعض مغاراته الحطب وهم يطلبون
لهم ملجأ فدخلوا في المغارة التي فيها الحطب فمالوا اليه
يحرقونه ليتدفؤا بع عن البرد ويطبخون به طعامهم حتى
أتوا على آخره فلما جاء عبد الله وجد المغارة خالية ليس
فيها ولا عودا سوى رمادا متراكما بعضه على بعض
وقف مذهولا حزينا لايدري ماذا يعمل ثم أدار ببصره
في البر فوجد أن الرياح قد اقتلعت الاشجار وغمرت
المياه الياقي ووجد نقسه لاقدرة له على الاحتطاب لشدة البرد
وهو شيخ كبير ولشدة ما وقع بع من الحزن والكأبة
وقد اسودت الدنيا في عينه حينما ذكر حال عياله وما هم فيه
من الجوع وانهم ينتظرون مجيئه اليهم بالطعام ووقع في
حيرة شديدة وأخذ بالبكاء والنحيب
وهو يقول بارب أنت اللطيف بعبادك وأنت أرحم الراحمين ثم ذكر
ماقالته زوجته فأخذ يدعو الله ويتوسل بمحمد ويندب
حلال المشاكل بخشوع وانكسار قلب ويكثر من قول :
ناد عليا مظهر العجـــــائب
تجـــده عونا لك في النوائب
كل هم وغم سينجـــــلي
بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي
ويكررها مرارا وهو يبكي حتى خر مغشيا
عليه فبينما هو كذلك وإذا بفارس مقبل من جهة القبلة
وقد ركب فرسا أبيضا ووجهه كدائرة القمر والنور
يسطع من غرة جبينه وتفوح منه روائح المسك
والعنبر وقد عطر ذلك الوادي من رائحته الطيبة فوقف
عند رأسه وقال له قم يا عبد الله فلما أفاق من غشيته
سلم الفارس عليه فرد عبد الله السلام ثم
قال الفارس قم يا عبد الله فقد قضيت حاجتك خذ من هذه
الحجارة الصم التي من حمولك وبعها وانتفع بثمنها
فقال عبد الله سيدي من أنت قال أنا حلال المشاكل
وقد أستغثت بي فأجبتك ولاتنساني كل ليلة جمعة
فقال عبد الله سيدي أأنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
قال نعم ثم غاب عن عينيه فنهض عبد الله وهو فرحا
وبسط ردائه على الأرض وملاه من تلك الحجارة الصم
كما أمره سيده ومولاه وجاء بها إلى من إلى منزله
ووضعها في زاوية من داره أخبر زوجته بذلك
وبات تلك الليلة فلما مضى من الليل أكثره قام لقضاء حاجه
فحانت منه التفاته إلى الموضع الذي وضع فيه الرداء
وإذا به يرى ضياء ونورا صادرا من ذلك المكان فبهت
وفزع ولكنه تذكر صحة كلام سيده ومولاه فجاء إلى
الرداء وإذا بتلك الحجارة الصم صارت جواهر
ويواقيت باذن الله وببركة حلال المشاكل فحمد الله
وأقبل إلى زوجته فأيقظها وقال لها ان الله رزقنا
وأغنانا بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
حلال المشاكل ان الله يرزق من يشاء بغير حساب
وباتا مسرورين فلما أصبح أخذ واحدة من الجواهر
وأتى بها إلى الجواهري فباعها بثمن كثير وشرى
لزوجته وأولاده طعاما وملابسا وأتى لمنزله فرحا
مسرورا ثم شرع في بناء بيته ووسع على عائلته
وجعل يعطي الفقراء والضعفاء والمساكين ويقضي
حاجة من قصد اليه ومن لم يقصد حتى شاع ذكره
واشتهر صيته وكان في كل ليلة جمعة يقرأ مدح
حلال المشاكل وينفق في حيه مالا كثيرا .
مدح حلال المشاكل
ليس يدري بسـكنه ذاتك مـا هو
يا ابن عـــــم النـــــبي الا الله
لك معنى أجلىمن الشمس لكـن
خبط العــــــارفون فيه وتاهوا
قلت للقـــائلين فـي أنــــــك الله
أفيـــــــــقوا فاالله قـــد ســواه
هــو مشـكاة نـور والتــــــــجلي
سر قــــدس جهلتـــموا معنـاه
أظــــهر الله دينــــــه بعـــــــلي
أيـن لا أيـن دينـــــــــــه لـولاه
كانت النـــــاس قبــــــله تعبـــــد
الطاغوت ربا والجبت فيه الاه
ونبي الهـــــدى إلى الله يدعــو
هو ولايسمـــــعون منــه دعاه
ســـــله لما هـاجت طغاة قريش
من وقــاه بنفسـه مـن فـــــداه
لو رأى مثــــله النبي لمـــــا وا
خــــاه حيـــا وبعــــده وصـــاه
قام يوم الغــــــدير يدعو
ألا من كنت مــولى لـه فــذا مـــــولاه
ما ارتضاه النبي من قبل النفس
ولــكنمـــا الالـه ارتضــــــــــاه
ولم يزل كذلك حتى جاء موسم الحج وكانت
جماعة من أصحابه عازمون على اداء فريضة الحج
فعزم على الرحيل معهم وعند سفره أقبل على عائلته
وقال لهم اني مسافر لقضاء فرض الاسلام وأوصيكم
أن لاتنسوا مدح حلال المشاكل كل ليلة جمعة لان له
حق علينا واجب في ذمتنا ثم أن عبد الله سافر مع أصحابه
ولما مضت على سفره ثلاثة أيام أو أربعة قالت بنت
عبد الله لامها يا أماه أود أن امضى إلى الحمام فأجبتها
أمها لك ما شئت يا عزيزتي ادهبي حيث تريدين
فمضت البنت إلى الحمام مع اخواتها وصديقاتها
فلما دخلت الحمام رأت نسوة كثيرة ومن بينهن
صبية ذات حسن وجمال بارعين فسالت عنها
بعض النسوة فقالت لها ان هذه الصبية هي
ابنة السلطان فدنت منها بنت عبد الله وسلمت
عليها فردت عليها التحية وجلست بجنبها
فقالت بنت السلطان ابنة من تكونين
وما اسمك لاني لم يسبق لي أن رأيتك قبل هذا اليوم
فأجابتها قائلة انني ابنة عبد الله الحطاب واسمي مكيه
فقالت ابنة السلطان لها مستغربة ومن أين لكم هذا المال
وهذه الثروة فأجابتها هذا من عند الله وببركة
حلال المشاكل ثم أنهما جلستا تتحدثان بأطيب الاحاديث
إلى أن قضتا وطريهما من المحادثة خرجتا من الحمام
فاصدتين منزليهما ومرتا في طريقها على بيت عبد الله
فأقسمت ابنة عبد الله على ابنة السلطان أن تكون في
ضيافتها هذا اليوم فثبلت ابنة السلطان ضيافتها
وبقيت يوما وليلة مكرمة معززة حتى انتهت الضيافة
خرجت بنت السلطان قاصدة ألى قصرها
وطلبت من ابنة عبد الله أن تقبل ضيافتها في اليوم الثاني
فأجابتها إلى ذلك وكان من القضاء والقدر تلك الليلة
ليلة الجمعة فنسيت بنت عبد الله أن تقرأ مدح
حلال المشاكل فلما صار الصباح
قالت بنت السلطان إلى بنت عبد الله قومي بنا نمضي
إلى البستان لاجل النزهة والترفيه فقالت لها شأنك
فمضتا إلى البستان ومعها الجواري فبينما هن
يتفرجن ويتنزهن اذمررن على بركة فيها ماء
فقالت بنت السلطان دعينا نسبح في هذه البركة
قالت بنت عبد الله لا بأس ثم انهن خلعن
ما عليهن من الحلي والحلل ونزلن في الماء
وهن يتحدثن بأطيب الحديث ومن القضاء والقدر
مر طائر واختطف قلادة بنت السلطان وعلقها
على غصن شجرة في البستان وهن لم يشعرن
به فلما قضين وطرهن من الماء وكل منهن
لبست ثيابها ومضين إلى منازلهن وهن في
انس وسرور ولم تلتفت بنت السلطان إلى
قلادتها حتى جاء الليل تفقدت قلادتها فلم
تجدها فأرسلت إلى البستان من يفتش
عنها فلم بجدوا شيئا فعند ذلك أرسلت
جاريتها ألى بنت عبد الله ترجوها ارجاع قلادتها
ان كانت قد اخذتها فأجابتها بنت عبد الله ان كنت
تريدين قلادة أخرى أشتريها لك ولايحق لك أن
تهينيني هذه الاهانه . وعادت الجارية ونقلت
إلى بنت السلطان هذا الكلام فعند ذلك أخبرت
بنت السلطان أباها بخبر القلادة فغضب وأمر
غلمانه أن يمضوا إلى بيت عبد الله ويقبضون
على جميع أمواله ويأتون بعياله ففعلوا الغلمان
ما أمر السلطان . فلما حضرت عائلة عبد الله
بين يدي السلطان أنبهم واهانهم على هذه السرقة
المزعومة ثم أمر بهم إلى السجن فلما صار الليل
قالت البنت لامها يا أماه ما الذي عملنا وما جرمتنا
حتى نكون في هذا السجن فقالت لها يابنية اننا لسنا
بأحسن من زينب بنت أمير المؤمنين وسكينه بنت الحسين
وذرية رسول الله الذين أدخلوهم في
مجلس يزيد بن معاوية وأمر بهم أن يجعلوهم
في دار خربة لاتكنهم عن برد ولا حر
وعندما ذكروا أهل البيت جعلوا يبكون .
واما ماكان من أمر عبد الله فأنه لما قضى
مناسك الحج عاد إلى بلاده وقد ركب في سفينة مع
أصحابه فلما توسطوا البحر هبت ريح عاصف
فانكسرت السفينة وغرق أهلها ولكن عبد الله
لم ينس وهو في تلك الشدة ما قال له سيده ومولاه
حلال المشاكل فرفع يده ألى السماء وصاح يا الله
يا أرحم الراحمين أنقذوني بحق محمد خاتم النبيين
وبحق حلال المشاكل علي أمير المؤمنين ثم أخذ يهلج بقول :
ناد عليا مظهر العجائب
تجـــده عونا لك في النوائب
كـــــل هم وغم سينجلي
بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي
|
|
|
|
|
|
|
7
7
7
تابع
[color:b3d6=#9acd32:b3d6](( منقول))